Jumat, 16 Mei 2008

Sastra Arab Dalam Unsurnya

الباب الثالث
مفهوم الأدب وعناصره
الفصل الأول
مفهوم الأدب وجنسه

فى الحقيقة أنّ معنى الأدب كان مختلفة من عصر إلى عصر من مرور تاريخيه. وهو يرتقي بارتقاء العصر أوالزّمان. وفى العصر الجاهلي هو يدلّ على معنيين, وهما الدعوة إلى الولائم[41] والخلق الكريم[42]. فلمّا ظهر عصر صدر الإسلام اتّسع معناه, فيدلّ أيضا هذا العصر على التهذيب النفسي, فمن ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "أدبنى ربى فأحسن تأديبـى.... ". فالمادة هنا فعل متعدّ معناه التعليم[43]. ولماّ كان العصر الأموي تطوّر معنى الأدب تطوّرا واسعا. وربمّا يستطيع أن يستخلص على هذين المعنيين:
الأول: يدلّ معنى الأدب فى هذا العصر على الخلقي التهذيبي وهو أخذ النفس بالمرانة على الفضائل الاجتماعية, والشيم الكريمة, من حلم وكرم وشجاعة وصدق, ثم التأثّر بهذه المرانة لاكتساب الأخلاق الفاضلة والسيرة الحميدة فى الناس.
الثانى: هذا المعنى التعليمى القائم على رواية الشعر والنثر وما يتّصل بهما من نسب وخبر وأمثال ومعارف تزيد العقل نورا, والذوق صفاء, والنفس ثقافة وعرفانا.
وقد بقيت مادة الأدب تدلّ على هذين المعنيين منذ القرن الهجرى الأوّل إلى الآن مع تعديل بسيط يتناولهما ضيّقا وسعة خلال القرون التالية, ولكنّهما صارا أهمّ الأشياء حتى يقال: الأدب أدبان: أدب النفس وأدب الدرس.
فلمّا انتصف القرن الثانى ونشأت العلوم العربية كاللغة والنحو والصرف واتخذت لنفسها هذه الأسماء الاصطلاحية انضافت إلى معنى الأدب التعليمى, فاتّسع قليلا, وصارت الكلمة تدلّ على مأثور النظم والنثر وما يتّصل بهما من نسب وخبر وصرف ولغة ونقد. ولكنّ ذلك لم يدم طويلا, فإنّ الحضارة العبّاسية قد صحبها من قوّة العلوم العربية واستقلالها, ومن استحالة الأوضاع الاجتماعية, وتعدّد النواحي الثقافية ما جعل مادة الأدب فى أخريات القرن الثالث تؤدى المعانى الآتية:
أولا – هذا المعنى الخاص وهو الشعر والنثر وما يتّصل بهما من الأخبار والأنساب والأيّام, والأحكام النقديّة.
ثانيا – هذا المعنى العام الذى يتناول المعارف الإنسانية, والآثار العلمية, وأنواع الفنون الجميلة والرياضية ممّا يوسع الثقافة, ويكسب الشخص ظرفا وأناقة.
ثالثا – هذه العلوم الأدبية التى استقلّت وصارت شيئا غير الأدب الفنى الخالص وإن كانت لازمة للأديب يستكمل بها ثقافته, ويستعين بها على إنشاء الأدب, وفهمه, ونقده, كاللغة والنحو والنسب, والأخبار, والنقد.
رابعا – أدب النفس وقد اتّسع هذا المعنى فتناول كلّ أسلوب مستحسن فى علم أو عمل من خلق فاضل, وسيرة محمودة, وقوانين يلزمها كلّ ذي حرفة أو منصب.[44]
نعم, لقد عرفنا من البيان المذكور أنّ الأدب يرتقي ويختلف معناه من عصر إلى عصر فى مرور تاريخيه, وما زالت المعانى المذكورة لا تدلّ على حقيقة الأدب, وأمّا الأدب فى معناه الحقيقى فهو كما ذكر شاذلى فرهود أنّ الأدب هو الكلام البليغ الصادر عن عاطفة المؤثّر فى النّفوس[45].
وإذا تأمّلنا عن هذا التعريف نستطيع أن نستخلص أنّ الأدب لا بدّ أن يتكوّن من أربعة عناصر أدبية وهى العاطفة الصادقة, والخيال المصوّر والأفكار الجليلة أوالعبارات الجليلة. وذلك كما سيبيّنها الباحث فيما بعد الفصل الثانى.
من البيان السابق لقد عرفنا معنى الأدب الحقيقي وتطوّر هذا المعنى من عصر إلى عصر, والآن أراد الباحث فى الصدد أن يبحث عن جنس الأدب. كما ورد فى كتب تاريخيه أدبية أنّ الأدب جنسان وهما الشعر والنثر. مفهوم كل منهما كما يلى:
1) الشعر: هو الفنّ الذى ينقل الفكر من عالم الحسّ إلى عالم الخيال, والكلام الذى يصوّر مشاعر القلوب على أبدع مثال. والحقيقة تلبس أحيانا أثواب المجاز, والمعنى الكبير الذى تبرّزه الأفكار فى أحسن قوالب الإيجاز.[46]
2) النثر: هو القول العادى الذى ليست له قيود وزن أو قافية, وعبّر بعضهم أنّ النثر هو ما ليس بكلام موزون منظوم.[47]
الفصل الثانى
مفهوم العناصر الأدبية

قبل ما يبحث الباحث عن صورة العناصر الأدبية فى شعر جلال الدين الرومى فمن المستحسن أن يبحث الباحث أوّلا ما هو العناصر الأدبية؟ كما اتّفق النقّاد أنّ الأدب هو الفنّ الكلامى الذى يعبّر عن العقل ويصوّر الشعور, فلا بد أن تكون فى الأدب العناصر الأربعة وهي العاطفة والخيال والفكرة والأسلوب. وأمّا بيان كلّ من تلك العناصر الأربعة فكما يلى:
1. العاطفة
معنى كلمة العاطفة لغة هى: قال أحد علماء اللغة فى كتاب لويس معلوف أنّ العاطفة هى الشفقة.[48]
1) واصطلاحا, قال أحمد الشايب العاطفة هى اهمّ العناصر فى الأدب وهي الميزة التى تفصل الأدب من سواه[49]
2) وقال ايضا عبد الرحمن شكري أنّ العاطفة فى الشعر هى الأساس الذى يقوم عليه, والشعر ما اشعرك وجعلك تحسّ عواطف النّفس احساسا شديدا [50]
3) وقال ايضا أحمد نزار أنّ العاطفة هى انفعالات نفسية تنشأ فى الإنسان حالة سرور أوحبّ أو كره أوغضب. وهذه الحالات تؤثّر فى كنانة كل الإنسان.[51]
بعد ما نظر الباحث إلى الآراء السابقة فيقول أنّ الرأي الثالث (رأى أحمد نزار سلام) هو أقرب إلى القبول, لأنّ العاطفة هى أعمال نفسية تظهر فى الإنسان حالة سرور أو حزن أو حبّ أو كره أو غضب.
وأمّا عن صلة الأدبية بشخصية الأديب فمن المحقّق أنّ الأدب- بسبب قيامه على العاطفة- يكون معبّرا عن شخصية الأديب.
2. الخيال
الخيال عنصر من عناصر الأدب الأربعة التى تجعل انتاج الأدب نتيجة رائعة وجميلة ومتأثّرة للقارئ والسامع خاصة وللحياة الإنسانية عامة. والخيال له دور هام فى تصـوير الفـكرة وتقييدها بالعاطفة حتى تكون مستعدّة فى التعبير.
فالخيال بنسبة الحياة الأدبية هو من أدوات التعبير الفنىّ الذى لا بدّ للأديب أن يعتمد عليه. ولا يستطيع الأديب أن ينتج نتيجة الأدب إلاّ بعد تحليله عن الأشياء التى يقدّمه فى التجربة والمشهد. فالخيال الجيّد لا بدّ إسناده بالمحسوسات والمدركات ليصل الأديب فى خياله إلى خيال كلى وليس جزئيا.
قبل ما يبحث الباحث عن الخيال فتعرض معاني الخيال لغة فالخيال جمعه أخيلة وهو مشتق من فعل خال- يخول- خيالا وخيالة بمعنى التوهّم والظنّ, ولكن هناك معنى الخيال عكس هذا المعنى. فالخيال انجليزيا (Imagination).[52]
وقال صاحب كتاب أصول النقد الأدبى أنّ الخيال هو القوّة النفـسية التى تنهض الروعة والإشفاق بعرضـها صامتة ومفـسّرة ومصوّرة ومجسّمة[53]
وقيل أنّ الخيال هو الملكة المولّدة للتصوّرات الحسّية للأشياء المادية الغائبة عن النظر[54]
بذلك، الخيال ضرورى وملازم للعاطفة فى الشعر. إذ عن طريقه يستطيع الشاعر أن يبلغ أثره فى النفـوس ويرسم صوره فى براعة تلذّ وتمتّع.[55]
3. الفكرة
الفكرة جمعها أفـكار وهى مشتقة من فكر- يفكر- فكرا بمـعنى تردّد الخـاطر بالتأمّـل والتدبّر بطلب المعانى.[56] وفى اللغة الإنجليزية معناه Idea, ويقول أيضا إبراهيـم أنيس أنّ الفـكرة هى أعمال العقل فى المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول أو نظر ورؤية.[57]
أمّا الفكرة عند أحد النقّاد وهى المعانى المنثورة فى الفكر.[58] وهى تعدّ أساسا فى كلّ الفـنون عدا الموسيقى الخالصة, والعنصر الرئيس فى الفنون الإقناعية والتعليمية كالمحاضرات والمقالات وكتب النقد والتاريخ لأنّها غاية المقصود. وقد تسمّى الفـكرة المعنى.[59] ويؤكّد ذلك محمد الصـادق بقوله "وإذا نحن قارنّا بين ما تعتبره الشعوب العربية من أجناس أدبها, ونعتبره نحن من عيون أدبنا, رأينا أنّ أبرز ما تميّز به أدبهم هو عنصر الفكرة."[60]
4. الأسلوب
الأسلوب لغة الطريق,[61] كقول محمّد عبد المطلب فى كتابه أنّ كل طريق ممتدّ فهو أسلوب.[62] فى الإنجليزية Style تعنى طريقـة الكـلام وهى مأخوذة من الكلـمة اللاتينية Stylas, بمعنى عود من الصـلب كان يستخدم فى الكتابة, ثم أخذت تطلق على طريقـة التعبير عند الكاتب.[63]
واصطلاحا يعرف أنّه الطريقة التى يتبعها الفرد فى التعبير عن أفكاره ومشاعره.[64] وعند أحمد هاشمى أنّ الأسلوب هى طريقة يستخدمها الكاتب ليبيّن رأيه من الكلام أو يعبّر عن موقفه بألفاظ مألّفة على صورة تكون أقرب لنيل الغرض المقصود من الكلام و أفعل فى نفوس سامعيه.[65] تواضح المتأدّبون وعلماء العربية على أنّ
الاسلوب هو الطريقة الكلامية التى يسلكها المتكلّم فى تأليف كلامه واختيار ألفاظه.[66] ولذلك كان الأسلوب كالعنصر الرابع من العناصر الأدبية يصور صورة العناصر الأخرى من العاطفة والخيال والفكرة.
41 طه حسين, فى الأدب الجاهلي. (القاهرة: دار المعارف, مجهول السنة), ص. 22.
42 جويرية دخلان، المرجع السابق. ص. 1.
43 أحمد الشا يب, المرجع السابق. ص. 4.
44 نفس المرجع. ص. 7-9.
45 شاذلي فرهود, الأدب؛ نصوصه و تاريخه. (القاهرة: دار المعارف, 1975), ص. 6.
46 محمّد زغلول سلام, المرجع السابق. ص. 119.
47 عبد العزيز شرفي, دراسات تطبيقية حول التفسير الإعلامي الحديث. (بيروت: دار الجيل, مجهول السنة), ص. 74.
48 لويس معلوف، المرجع السابق. ص. 513.
49 أحمد الشايب, المرجع السابق. ص. 211.
50 محمّد زغلول سلام, المرجع السابق. ص. 171.
51 أحمد نزار, البلاغة والنقد. (الكويت: مجهول الطبعة و السنة), ص. 126.
52 أحمد الشايب, المرجع السابق. ص. 30.
53 نفس المرجع. ص. 211.


54 جبور عبد النور, المعجم الأدب. (بيروت: داؤ العلم للملايين), ص. 244.
55 محمّد زغلول سلام, المرجع السابق. ص. 172-173.
56 لويس معلوف، المرجع السابق. ص. 591.
57 إبراهيم أنيس, المعجم الوسيط. ج.1, (بيروت-لبان: دار الكتب العلمية, مجهول السنة), ص.698.
58 محمّد زغلول سلام, المرجع السابق. ص. 77.
59 أحمد الشايب, المرجع السابق. ص. 31.
60 محمّد الصادق عفيفى, الدراسة الأدبية. (بيروت: دار الفكر, 1974) ص. 140-141.
61 إبراهيم أنيس, المرجع السابق. ص. 441.
62 محمّد عبـد المطلب, البلاغة و الأسلوبية. (مصر: الشركة المصرية العلمية للنشر- لونجمان, 1994) ص. 9.
63 جبور عبد النور, المرجع السابق, ص.20.
64 محمّد عبد المطلب, المرجع السابق, ص. 185.
65 أحمد هاشمي, جواهر البلاغة؛ في المعاني والبيان والبديع. (سورابايا: مكتبة الهداية, 1960) ص. 42-43. وانظر, محمّد التونجي, المعجم المفصّل فى الأدب. (بيروت-لبنان: دار الكتب العلمية, مجهول السنة), ص. 93.

66 محمّد عبد العظيم الزرقاني, مناهل العرفان في علوم القرأن. ج. 2, (بيروت: دار الفكر, 1996) ص. 303.

Tidak ada komentar: